التفسير الأقوم - إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما

النساء 10 : إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكلُُونَ فىِ بُطُونِهِمْ نَارًا وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً). الأمر في (ليخش) موجه إلى ولي اليتيم، و المعنى ان على ولي اليتيم أن يفعل بماله ما يحب الولي أن يفعل بأموال أيتامه الولي الذي يقوم على شئونهم من بعده، تماما مثل عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. و كما تدين تدان. و عن الإمام موسى بن جعفر (ع) ان اللّه أعد لمن يسيء التصرف في مال اليتيم عقوبتين: الأولى في الدنيا، و هي اساءة التصرف في مال أيتامه. و الثانية في الآخرة، و هي نار الحريق. قال الإمام علي (ع): أحسنوا في عقب غيركم تحسن الناس في عقبكم. 3- (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً). المراد بأكل النار أكل ما يوجب العذاب في النار، فهو من باب اطلاق المسبب، و هو النار، على السبب، و هو أكل الحرام. و في الحديث أشد الناس عذابا حاكم جائر، و آكل مال اليتيم، و شاهد زور. فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ فِي بَابِ مَا كَتَبَ بِهِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ فِي جَوَابِ مَسَائِلِهِ فِي الْعِلَلِ: وَ حَرَّمَ أَكْلَ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً لِعِلَلٍ كَثِيرَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْفَسَادِ، أَوَّلُ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا أَكَلَ الْإِنْسَانُ مَالَ الْيَتِيمِ ظُلْماً فَقَدْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ، إِذَا الْيَتِيمُ غَيْرُ مُسْتَغْنٍ وَ لَا مُحْتَمِلٍ لِنَفْسِهِ وَ لَا عَلِيمٍ لِشَأْنِهِ، وَ لَا لَهُ مَنْ يَقُومُ عَلَيْهِ وَ يَكْفِيهِ كَقِيَامِ وَالِدَيْهِ، فَإِذَا أَكَلَ مَالَهُ فَكَأَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ وَ صَيَّرَهُ، إِلَى الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ، مَعَ مَا خَوَّفَ اللَّهُ تَعَالَى وَ جَعَلَ مِنَ الْعُقُوبَةِ فِي قَوْلِ تَعَالَى وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لِقَوْلِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ فِي أَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ عُقُوبَتَيْنِ: عُقُوبَةً فِي الدُّنْيَا، وَ عُقُوبَةً فِي الْآخِرَة